الخميس، 3 يونيو 2010

دعيني أغرّد

ما أجمل الصباح بتغاريد العصافير وهبوب نسيم شذاه أيقظ ليالي الحب وآهات سويعات اللقاء. فيا عصافير أصواتكِ زفرات الصبا وأنغام ضحكات الربا. فلا تلوميني، فاللوم يضاعف الجراح بقلبي ولا تعتبي علي فالعتاب يحطم جوانح حبي ولا تنكري أنني قد سقيت فؤادي دموع الحزن أزرع الهوى وأحصد الجوى لأجلكِ.
ذلك الأمل البعيد الذي رسمناه بأقلام الحب الجريئة فظهرت خطوط سوداء تتلف ما رسمنا وتذهب بنقائة وصفاءة، فلا تحزني.

إن لجأت إلى الصمت فالصمت هذا الدواء الفريد. لأني فوجئت بألسنةٍ واشية تبعث السم في نطقها، ولي العذر إن حاولت نسيان الماضي الذي في إحدى صفحاته أجد عنوان محبتنا.

غمغمات الدهر عاودت بالهموم عندما بدت القمر ظاهرة على النجوم، فالكبريا أبعدها عني وجمرات أقوال الناس تحاول إسقاط الثريا إلى الثرى ولكن هيهات فالغراب لا يُغنِّي.

الرجاء دعيني أغرّد بصوتي الشجي، دعيني لأستفيض وحي السعادة المعدومة فلا تتركيني سجيناً لأني دهيت أخيراً بثقل الإستيحاء وقلة الإستحياء وقهقهات الغدر المنتشرة تنفث السموم وتضع الألغام المهلكة في طريق الرخاء والأماني.

لقد بحثنا على السعادةِ طويلاً ولكن قاموس الأيام لم يسجل أي منها.

بعيداً عن الناس والعالمين جميعا. بعيداً عن شوشرة الأهالي وسخرية الأحرف المتمايلة، يا قطرة الندى: كفي الدموع الحائرة فنحن لا نحتاج إليها، إذا أن الأمطار والسيول الخيالية أروت ظمأ القلوب بالحسرة السرمدية ونغم الحيرة أشعل شموع الاشتياق بالذهول المضحك. كم نحن صغار أمام الواقع الأكيد وكم نحن كبار في بطولات القصص الوهمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق