الثلاثاء، 28 يونيو 2011

الربيع العربي


صنعاء لم تنعم بالربيع هذه المرة.. لأنها أبت إلا أن تلحق بالربيع العربي الذي ينادي به رؤساء أوروبا وأمريكا .. الربيع العربي قد جعل من صنعاء مدينة موحشة.. قوتان تتحكمان بشوارعها وأحيائها.. جيش للثورة وجيش للدولة.
ليلها أطول .. يسكنه الصمت.. الصوت الوحيد الذي نسمعه هو صوت للحشرات.. يذكرني بالأصوات التي كنت أسمعها في قريتنا الصغيرة عندما نخلد للنوم.

الكل يعاني انطفاء الكهرباء بشكل مستمر..رجال القبائل المنتمون لأحزاب المعارضة يعبرون عن مساندتهم للثورة بقطع أسلاك الكهرباء وتفجير أبراجها التي تمر من قراهم ومناطقهم فيحيلون حياتنا إلى ظلام دامس وآخرون يفجرون أنابيب النفط ويوقفون تصديره لأشهر ثم يمنعون ناقلات الغاز والمشتقات النفطية من الوصول إلى العاصمة والمدن الأخرى. 
حياتنا توقفت.. أصبح طموحنا أن نحصل على الماء والغاز المنزلي ..أعرف انك لم تكن ترضى بذلك..لكن أين أنت ولماذا تغيب عن كل هذه المشاهد الدرامية في حياتنا اليومية.
هل يظن هؤلاء أنهم يعجلون من سقوط النظام .. ألا يعلمون أنهم يزيدون من التفاف الناس حول هذا الرئيس ونظامه وان الثائر قد أصبح بنظر الكثير عبارة عن قاطع طريق وليس رسولاً للحرية والعدالة.

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

لم يخبرني شيئاً


-          لم أسمع أخي أحمد يتحدث عنك من قبل؟

       - لأني لم ألتق به منذ تخرجنا سوياً من كلية التجارة قبل تسع سنوات.  قبل بضع أسابيع فقط تقابلنا عند أحد الأصدقاء بمحض الصدقة، ثم التقينا بعد ذلك عدة مرات. أخوكِ أحمد هو صديقي المقرب.. توطدت صداقتنا أثناء دراستنا بالجامعة . لمدة أربع سنوات كنا ندرس معاً.. نستذكر الدروس معاً.. نذهب إلى قاعات المحاضرات معاً ونغادر معاً. ألم يخبرك أننا كنا نتقاسم الغرفة نفسها في السكن الجامعي؟

-         لا لم يخبرني شيئاً.

-         رغم اختلافي مع أحمد في بعض الأمور التي تتعلق بالسياسة إلّا أننا لم نتشاجر أبداً.. كلانا يعرف جيداً متى يتوقف عن الحديث وما يمكن مناقشته.  تعلمنا أن لا نحكم على الآخرين .. أن لا نجعل اختلافنا حول قضية معينة يتقاطع مع صداقتنا.

-    لم أتوقع أن تكون صداقتكما بهذا العمق..! 

لدقائق بقيت شاردة الذهن.. أفكر.. هل صداقتكما شيء جيد بالنسبة لي؟ أم أنها تزيد الأمر تعقيداً .. وتزيدني توتراً وخوفاً.



أعلن انضمامه للثورة


لم يمر سوى يومان حتى أعلن كبار قادة الجيش انضمامهم وحمايتهم للثورة السلمية بعد أن أعلن القائد علي محسن انضمامه للثورة وهو اليد القوية التي كان يستخدمها الرئيس علي عبدالله صالح لإطفاء ثورات أعدائه وأهم أدوات المراوغة والمصالحة التي اسكت بها خصومة من القبائل وقادة المعارضة خلال الثلاثة وثلاثون عاماً من حكمه.

الكثير من قيادات الحزب الحاكم اعتبروا انضمام الجنرال علي محسن تكتيك آخر له وللرئيس فسارع مجموعة كبيرة منهم لإعلان استقالاتهم من الحزب الحاكم وانضمامهم للثورة السلمية.

السبت، 18 يونيو 2011

الحزن يفترش الطرقات


لم يعد للحزن مكان محدد ولا زمن محدد.. الحزن يفترش طرقاتنا في الساحات ويرقد مع الثوار في الخيام ويعشش في البيوت المجاورة لقصور مشائخ القبائل المدججة بجميع أنواع الأسلحة حتى الصواريخ منها.

الجمعة 18 مارس .. هذا اليوم الذي مثّل يوماً فاصلاً في تاريخ اليمن مازال غامضاً .. كغيرة من الأحداث الفاصلة في تاريخ بلادنا .. الكل يسأل ويكاد يكون خائفاً من معرفة صانع هذا الحدث الذي يعجز عن صنعه حتى مخرجو أفلام الأكشن بوهوليود.


غادرونا بلا موعد للرحيل

اثنان وخمسون شهيد من خيرة شباب هذا الوطن يغادروننا وهم يتساءلون إن كانوا فعلاً يريدون الرحيل والابتعاد عن هذا المشهد إلى الأبد.. غادرونا بلا موعد للرحيل .. لم يكونوا يحلمون سوى بوطن ترتفع الهامات لذكره، وطن يفخرون به ويمتلكون خيباته وانتصاراته.

حتى ذلك الشاب الذي قدم لأداء صلاة الجمعة مع والده بعد أن تلقى اتصال من احد أصدقائه يقنعه فيه بالذهاب للصلاة في ساحة الاعتصام ذهب ليودع حياته.. لم يكن يعلم انه إنما يستجيب لنداء الوداع..
صديقه الذي اتصل به ينشغل بأشياء أخرى تمنعه من الذهاب للصلاة في الساحة.. يعاود الاتصال بصديقة اليوم التالي.. يعرف أن صديقة هناك حيث اللاعودة من سماء ربة.



الجمعة، 17 يونيو 2011

حبك هو فلسفة الثورة

لم نعد نعرف الفلسفة التي تستمر على أساسها الثورة!! ولا نعرف ماذا يفعله الحزب الحاكم ونظامه!! كل ما نسمعه هو عبارة عن شائعات من الثوار وإعلامهم ونفي للإشاعات من الإعلام الحكومي.!! الجميع يقف مواجهاً للآخر بصمته.. يتجول بين مفرداته وتساؤلاته.

أما أنا فلم يكن يشغل بالي سوى حبك أنت.. ظننت لفترة أني أعاني لوحدي عدم وجودك..عدم توفرك.

أبحث عن اسمك لعله يظهر في رسائل الهواتف النقالة التي تظهر في القنوات التلفزيونية اقرأ كل الصحف التي تصدر لعل اسمك أو صورتك تكون موجودة في إحدى صفحاتها. أزور ساحات الاعتصام مرات عديدة لعلّي أجدك واقفاً هناك تصرخ بأعلى صوتك وتنادي للحرية والعدالة التي تنشدها..


الأحد، 12 يونيو 2011

أنا وأنت في حضرة المطر

ما هذا الصباح الجميل الذي أصحو وكأنني معك. أتجاوز حدود المكان والزمان لأعيش معك كل تفاصيل يومي.. كل طقوسي الربيعية ستتغير هذه المرة.

..لا شيء يساوي لحظاتي معك.. يتخلل حديثنا السكوت.. ننظر إلى البعيد عبر النافذة.. تفاجئني بقبلتك .. أكاد أسقط أرضاً.
شعور مختلط بالفرحة العارمة والخوف والرغبة.. قشعريرة تسري في كل جسمي.. أنظر إلى عينيك في مواجهة مباغته كأني انتظر قبلة أخرى منك..تقترب أكثر..أشعر بأنفاسك في وجهي...تقبّلني.
تعود إلى وضعك السابق. أرى نوعاً من الإحباط في عينيك وأكاد أسمع دقات قلبك التي تفضحك.. يبدو أنك ترتجف مثلي.
يعود كلانا إلى صمته والنظر إلى جبل بعيد غرب صنعاء..


السبت، 11 يونيو 2011

فاجئني المطر

ذلك صباح.. فاجئني المطر معلناً قدوم الربيع في أروع حُلله وأنا التي تحتفل بالربيع في كل عام.. فلا يمكن أن أفسد يومي بالأعمال الروتينية في الشركة ولهذا قررت الخروج والاستمتاع بهطول المطر في الصباح وقبل الظهيرة.
لم أكن أتوقع أن يكون احتفالي هذه المرة هي الأجمل بامتياز... لم أكن أتوقع اتصالك ذلك اليوم.


الخميس، 9 يونيو 2011

صباحك مليء بالمحبه

صباحك مليء بالمحبة .. كما أنا في عنفوان اشتياقي لصوتك الذي يدوي في دهاليز أذنيّ .. يتردد مع أول إشراقه للشمس ليضعني أمام شطحات حزني مع غروبها واصفرارها الموازي لجبل النبي شعيب غرب صنعاء.. من نافذتي أسأل هذه المدينة التي تختزل كل تقلباتي العاطفية في واجهات منازلها المزخرفة. لماذا كل شيء فيها يأخذني إليك.

الاثنين، 6 يونيو 2011