الخميس، 17 فبراير 2011

سأقول لكَ وداعاً

أعترف انك أنت وحدك اكتشفتني أو فلنقل أنك من جعلني أكتشف أنني أنثى. اكتشاف جميل وقاسي.
متطرفة أنا منذ طفولتي، أعشق التحديات التي تضعني في مواجهة الجنس الآخر ولا أقبل الهزيمة. لكنني الآن وقد هزمَتْني أنوثتي في حضرتك لم يعد أمامي من خيارات للنصر سوى الهرب منك.
- سأقول لكَ وداعاً إذاً
- ولكني لا أستطيع أن أقولها
- أرجوكَ ساعدني.. " إن كنت حبيبي ساعدني كي أبعد عنك..أو كنت طبيبي ساعدني كي أشفى منك" هل تتذكر هذه الكلمات للشاعر الكبير نزار قباني والتي قلتها لك في أول لقاء لنا.. هي إذاً ما احتاجه منك في آخر لقاء..
- أنا لن أقول وداعاً ولكن أستطيع أن أقول لكِ وداعاً للجنون.
- كم قرئنا عن الحب وارتباطه بالألم. لم أكن لأتخيل هذا أبداً. أن أكون معك ولا أحصل على كل شيء. أن لا تتوحد أنوثتي برجولتك لهو قمة الألم. أتدري لماذا أريد الهرب منك؟
- لماذا؟
- لأن ألم اشتياقي لك أقسى من ألم محاولة نسيانك
- حبيبتي.. تماسكي ولا تغتالين حبنا في لحظة ضعف
- تعرف أنني لا أستطيع أن أعيش أنصاف الحلول ولا أن أقف في منتصف الطريق انسحابي من عالمك الآن هو الحل الوحيد

الأحد، 13 فبراير 2011

صاحب الظل الطويل

كنت أحب الرسم منذ صغري.. هذه الهواية التي قادتني إلى حيث أنا الآن، مديرة لشركة الدعاية والإعلان.
بعد أن احترفت التصميم على الكمبيوتر وتفوقت في تصميم الحملات الإعلامية والدعاية لكبرى الشركات التجارية في اليمن خلال السبع سنوات الماضية.
أتصفح الكثير من الصور الطبيعية وصور لكثير من المخلوقات كالإنسان والحيوان والنبات ومخلوقات البحار ومناظر طبيعية شتى أقضي معها هواياتي وأدفن رغباتي في لوحاتي وتصاميمي.
ما عدت أتذكر أنه استوقفتني صورة معينه وأعجبت بها حتى جئت أنت على عجالة من أمرك للإطلاع على بعض أعمال الشركة ورغبتك في التعاقد معنا لتصميم وطباعة مواد حملتك الإعلامية.. برغم جديتك، إلاّ أنني اختلست النظر إلى عينيك فوجدت الفوضى الجميلة والمتقلبة والتي ليست بأقل من تلك الفوضى الخلاقة التي تبنتها الإدارة الأمريكية منذ عدة سنوات لتغيير خارطة البلدان العربية.
عيناك اللتان لم تكونا تجيدان إثارة الفوضى الخلاقة بداخلي فقط ولكنهما زعزعتا كل أركاني وتداعت جميع أنظمة الحكم والتحكم بقلبي وعقلي وحواسي الخمس.. لقد تعطلت كل أجزائي عن الحركة.
يا سيدي هلاّ أمرت هذا القلب أن يكف دقاته المتصارعة ويوقف نزيف الأدرينالين الذي يزيد وجنتي حمرة كلما مررت بذاكرتي.
لم أعد اعرف هل هي قوتك الشديدة أم ضعفي وانكساري بين يديك.
من أعطاك قوة البطش بي؟

كانت لحظاتنا معاً رواية أخرى.. لم أعد أتذكر إن كنا نعيش هذه اللحظات كبقية البشر؟ هل كل حكايات العشاق تتشابه في أحداثها التي تبدو كمسلسل درامي البطل والبطلة فيه يعرفان مسبقاً ماذا يقولان.متى يبتسمان. متى يبكيان متى ومن يهدي الآخر الورود وما ألوانها!!
يا إلهي.. حتى ذلك اليوم وأنت تقود سيارتك وأنا بجانبك. أوقفتك فجأة وطلبت منك انتظاري دقيقتين.
لقد ذهبت بعيداً عنك ودخلت محل بيع الورود وحين عدت وجدتك تهديني ثلاث وردات جميله. وردتان باللون الأحمر وأخرى بيضاء. لم أسالك سر اختيارك لهذا الألوان لأني خفت أن لا تكون إجابتك كما أريدها. لهذا قررت أن أجيب لنفسي عن أسئلتي.. قررت أن استمتع بالورود وبالألوان وباختلاسي النظرات إليك وأنت تقود السيارة بتوتر واضح.
هل مازلت تحتفظ بذكرى الورود التي أهديتك أنا؟
وردة حمراء ووردة صفراء ووردة بيضاء، ألوان متقلبة مثلي.. متطرفة كما أحب أن أكون معك.
أخبرتك أنني أعشق الورود لأنها تكفي وحدها لإزالة كل همومي مهما كانت أسبابها، فكيف وهي ورود حمراء من صاحب الظل الطويل !!

الأربعاء، 9 فبراير 2011

وداعاً للجنون

حتى ساعة يدي صارت تطوقني بك، تكبل يدي ...تقودني إليك في كل ثانية من دقاتها.. من أين أتيت لي؟
أين خبأك القدر كل هذه السنوات؟
الفتاة المشاغبة، هكذا نشأت في حارتنا.. لعبت مع عشرين من الأولاد ولم أكن أطيق فتاة واحدة. مازلت أتذكر جيداً اللعب بأعواد الثقاب في غرفة نوم جارتنا مع ابنها الذي كان ثائراً منذ طفولته على كل شيء. لم يكن يطيق الهدوء ولا رؤية الأشياء الرتيبة.. كان يحب التغيير وأنا مثله تماماً. قضينا لعبتنا ذلك الصباح في محاولة إشعال أعواد الثقاب واحداً تلو الآخر ولصغر سننا لم نكن نستطع حقاً إشعالها بالطريقة المناسبة ولذا كنا نكتفي برميها سريعاً إلى تحت السرير.
لم يمر وقت طويل إلاّ ونحن مذهولان بالحريق الذي قضى على كل ممتلكات بيت جيراننا. جارتنا التي كانت تصيح بأعلى صوتها طلباً للنجدة أخبرت الجميع باستغرابها الشديد أن الحريق بدأ من غرفة نومها. لم يكن أحد يستطيع حينها أن يتوقع السبب في هذه الكارثة.
الجميع يحاول إطفاء الحريق بجلب الماء من البيوت المجاورة ونحن في هدوء يسيطر عليه الصدمة والتي كانت تزيد مع كل انفجار لنوافذ البيت المشتعل نتذكر الأحداث خلال اليوم والتي أحداها اللعب بأعواد الثقاب في غرفة النوم.
يا إلهي ... أنا سبب هذه الكارثة.!!
وها أنذا ألعب بأعواد الثقاب فأشعل قلبي .. وأنا كما تلك اللحظات أعيش صدمة الاشتعال المفاجئ الذي لن ينطفئ بماء الجيران هذه المرة ولكن.. بك أنت.
أعترف انك أنت وحدك اكتشفتني أو فلنقل أنك من جعلني أكتشف أنني أنثى. اكتشاف جميل وقاسي.
متطرفة أنا منذ طفولتي، أعشق التحديات التي تضعني في مواجهة الجنس الآخر ولا أقبل الهزيمة. لكنني الآن وقد هزمَتْني أنوثتي في حضرتك لم يعد أمامي من خيارات للنصر سوى الهرب منك.
- سأقول لكَ وداعاً إذاً
- ولكني لا أستطيع أن أقولها
- أرجوكَ ساعدني.. " إن كنت حبيبي ساعدني كي أبعد عنك..أو كنت طبيبي ساعدني كي أشفى منك" هل تتذكر هذه الكلمات للشاعر الكبير نزار قباني والتي قلتها لك في أول لقاء لنا.. هي إذاً ما احتاجه منك في آخر لقاء..
- أنا لن أقول لكِ وداعاً ولكن أستطيع أن أقول وداعاً للجنون.