الأحد، 13 فبراير 2011

صاحب الظل الطويل

كنت أحب الرسم منذ صغري.. هذه الهواية التي قادتني إلى حيث أنا الآن، مديرة لشركة الدعاية والإعلان.
بعد أن احترفت التصميم على الكمبيوتر وتفوقت في تصميم الحملات الإعلامية والدعاية لكبرى الشركات التجارية في اليمن خلال السبع سنوات الماضية.
أتصفح الكثير من الصور الطبيعية وصور لكثير من المخلوقات كالإنسان والحيوان والنبات ومخلوقات البحار ومناظر طبيعية شتى أقضي معها هواياتي وأدفن رغباتي في لوحاتي وتصاميمي.
ما عدت أتذكر أنه استوقفتني صورة معينه وأعجبت بها حتى جئت أنت على عجالة من أمرك للإطلاع على بعض أعمال الشركة ورغبتك في التعاقد معنا لتصميم وطباعة مواد حملتك الإعلامية.. برغم جديتك، إلاّ أنني اختلست النظر إلى عينيك فوجدت الفوضى الجميلة والمتقلبة والتي ليست بأقل من تلك الفوضى الخلاقة التي تبنتها الإدارة الأمريكية منذ عدة سنوات لتغيير خارطة البلدان العربية.
عيناك اللتان لم تكونا تجيدان إثارة الفوضى الخلاقة بداخلي فقط ولكنهما زعزعتا كل أركاني وتداعت جميع أنظمة الحكم والتحكم بقلبي وعقلي وحواسي الخمس.. لقد تعطلت كل أجزائي عن الحركة.
يا سيدي هلاّ أمرت هذا القلب أن يكف دقاته المتصارعة ويوقف نزيف الأدرينالين الذي يزيد وجنتي حمرة كلما مررت بذاكرتي.
لم أعد اعرف هل هي قوتك الشديدة أم ضعفي وانكساري بين يديك.
من أعطاك قوة البطش بي؟

كانت لحظاتنا معاً رواية أخرى.. لم أعد أتذكر إن كنا نعيش هذه اللحظات كبقية البشر؟ هل كل حكايات العشاق تتشابه في أحداثها التي تبدو كمسلسل درامي البطل والبطلة فيه يعرفان مسبقاً ماذا يقولان.متى يبتسمان. متى يبكيان متى ومن يهدي الآخر الورود وما ألوانها!!
يا إلهي.. حتى ذلك اليوم وأنت تقود سيارتك وأنا بجانبك. أوقفتك فجأة وطلبت منك انتظاري دقيقتين.
لقد ذهبت بعيداً عنك ودخلت محل بيع الورود وحين عدت وجدتك تهديني ثلاث وردات جميله. وردتان باللون الأحمر وأخرى بيضاء. لم أسالك سر اختيارك لهذا الألوان لأني خفت أن لا تكون إجابتك كما أريدها. لهذا قررت أن أجيب لنفسي عن أسئلتي.. قررت أن استمتع بالورود وبالألوان وباختلاسي النظرات إليك وأنت تقود السيارة بتوتر واضح.
هل مازلت تحتفظ بذكرى الورود التي أهديتك أنا؟
وردة حمراء ووردة صفراء ووردة بيضاء، ألوان متقلبة مثلي.. متطرفة كما أحب أن أكون معك.
أخبرتك أنني أعشق الورود لأنها تكفي وحدها لإزالة كل همومي مهما كانت أسبابها، فكيف وهي ورود حمراء من صاحب الظل الطويل !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق