الأحد، 3 أبريل 2011

أحببتك بكل تناقضات الثورة

هذه الثورة.. كانت جميله كأشجار الزيتون بتونس وعظيمة كأهرامات مصر.. رائعة بشبابها وبناتها..
وأنت الذي كادت خلايا جسمك والنهايات العصبية التي تنقل ما يجول في ذاتك قد تأثرت بما جرى في تونس الجميلة. مستوى حساسيتك لقدوم الثورة إلى اليمن يختلف عن الآخرين. التسع سنوات التي قضيتها في مدينة تونس أثناء دراستك للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه قد أخذت منك براءة اليمني ولكن زرعت فيك شموخ العربي الذي لا يلين ولا يستسلم.. تؤمن أن هروب بن علي ليلاً بعد ثورة سلميه واعتصام قاده شباب تونس في كل المدن مدة لم تتجاوز ال30 يوماً لن تقف على حدودهم ولكنها ستأتي كل بلاد العرب شرقاً وغرباً.
اكتشفنا ليلتها ونحن في ذهول يغمره فرحة النصر أن هذه الأنظمة التي حكمتنا خلال العقود الثلاثة الماضية لم تكن إلا أضحوكة نسجناها في أغوار أفئدتنا وأطلقنا عليها زعامات لا تقهر.
استخدمت هذه الأنظمة عواطفنا وأحلامنا وطيبتنا أو فلنقل سذاجتنا ووظفت إعلامها لتمجيدها وتقديسها.
نعترف أننا خدعنا بهم وأرعبتنا قواتهم التي لم يدخروا مناسبة وطنية إلا وعرضوها لنا على أنها الدروع القوية التي لا تقهر وأنها ستوقف أطماع إسرائيل وأعوانها الغرب من الأوروبيين والأمريكان في بلادنا.
أكاد أتخيل زعاماتنا يضحكون ونحن فرحون بجيشهم الذي يوقفنا نحن وليس إسرائيل. الجيوش العربية أرعبت المواطن العربي ولم ترعب إسرائيل التي لم يعد يهمها العدد ولكن العدة..
أعددنا لها العدد وأعدت لنا ما استطاعت من دبابات الميركافا وراجمات الصواريخ وطائرات الشبح والميراج والأباتشي ومثيلاتها.. صنعت هي والغرب كل ذلك ليوقفوا جيوشنا الوهمية.

لم تخبرني بأنك لم تكن تجرؤ على الذهاب للصلاة في مساجد متعددة بتونس.. كنت كما التونسيون المغلوبون على أمرهم يجب أن تسجل اسمك في الجامع الذي ستصلي فيه وبحسب بطاقة تمنحك حكومة زين العابدين بن علي.. هل صحيح أنهم كانوا سيمنحونك بطاقة ممغنطة تستخدمها في جهاز على بوابة الجامع الذي يسمح لك بالصلاة فيه فقط وليس غيرة؟..
مازلت أتسائل إن كان التونسيون قد انتظروا محمد بوعزيزي ليحرق نفسه لكي يثوروا ويخرجوا إلى الشارع للمطالبة بالحرية.
كم أبكاني ذلك الرجل الذي لم يستطع إيقاف دموعه وصراخه في أحد شوارع تونس ليلة هروب بن علي " لقد هرمنا.. لقد هرمنا ونحن ننتظر هـــــــــذه اللحظة التاريخية .. الحرية للتوانسه المجد للشهداء"
لم تعد تعنيني الثورة.. وأنت ترتمي في أحضانها وتوقد لهيبها بحماسك وبطولاتك وإيمانك بالنصر،، بينما تتركني أشتعل حباً وأكتوي من غيابك شوقاً وأتوحد في انتظاري اللانهائي لقدومك المستحيل.

أحببتك بكل التناقضات التي وجدتها في حياتي وفيك وفي ثورتنا.. أحببتك بمبادئك التي تغيرت ومبادئي التي لم أستطع تخطي حواجزها..ومبادئ الشباب الثوار والبنات الثائرات من يرون في وقوف أمريكا وأوروبا بجانبهم خلاص ونصر من يد الحاكم المستبد. وأحببت ثورتك رغم أنها ألان ملوثة بقادتها ممن نهب ثرواتنا وأراضينا ثم أعلن انضمامه لثورة الشباب فتطهر من سيئاته ونجى من عقاب الثوار وأصبح زعيماً للأحرار. وأحببتني رغم أني مناصرة لعدوك كباقي اليمنيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق